للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنا أوقفته على خطك صدقني واسترحت، ولكن لا أفعل هذا إلا إذا لم تنته عني، وإن انتهيت فلا أخبر به أحداً، قال ابن عبد الوارث: فلما وقفت على خطه علمت قدر ما وقعت فيه، وجعلت أرغب إليه في أن يرد الرقعة إلي، فأبى وقال: هي عندي رهن على وفائك بأن لا ترجع تتكلم في ذلك الشأن، قال: فكان والله يبطل القراءة ولا أجسر أكلمه، لأني رأيت صيانتي وناموسي قد حصل في يده، وتبت من ذلك الحين عن هذا وأمثاله.

٣٨٤ - وقال جابر بن خلف الفحصي - وكان في خدمة عبد الملك بن سعيد، وقرأمع أبي جعفر ابن سعيد وتهذّب معه - يخاطبه حين عاثت الذئاب في غنمه:

أيا قائداً قد سما في العلا ... وساد علينا بذاتٍ وجدّ

غدا الذئب في غنمي عائثاً ... وقد جئت مستعدياً بالأسد وكثر عليه الدين، فكتب إليه أيضاً:

أفي أيّامك الغرّ ... أموت كذا من الضرّ

وأخبط في دجى همّي ... ووجهك طلعة الفجر فضحك وأدى دينه.

٣٨٥ - ولما خلع أهل المرية طاعة عبد المؤمن، وقتلوا نائبه ابن مخلوف، قدموا عليهم أبا يحيى ابن الرميمي (١) ، ثم كان عليه من النصارى ما علم، ففر إلى مدينة فاس، وبقي بها ضائعاً حاملاص، يسكن في غرفة، ويغيش من النسخ، فقال:


(١) ترجمته في المغرب ٢: ١٩٨، وانظر البيان المغرب (ج ٣) والمعجب للمراكشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>