للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمسيت بعد الملك في غرفةٍ ... ضيقة الساحة (١) والمدخل

تستوحش الأرزاق من وجهها ... فما تزال الدّهر في معزل

النسخ بالقوات لديها ولا ... تقرعها كفّ أخٍ مفضل وأنشدها لبعض الأدباء، فبينما هو ليلة ينسخ بضوء السراج إذا بالباب يقرع، ففتحه، فإذا شخص متنكر لا يعرفه، وقد مد يده إليه بصرة فيها جملة دنانير، وقال: خذها من كف أخ لا يعرفك ولا تعرفه، وأنت المفضل بقبولها، فأخذها، وحسن بها حاله.

وقال له بعضٌ: هذا شعرك أيام خلعك، فهل قلت أيام أمرك قال: نعم، لما قتل أهل المرية ابن مخلوف عامل عبد المؤمن وأكرهوني أن أتولى أمرهم قلت:

أرى فتناً تكشّف عن لظاها ... رمادٌ بالنّفاق له انصداع

وآل بها النظام إلى انتثارٍ ... وساد الأسافل والرعاع

سأحمل كلّ ما جشّمت منها ... بصدرٍ فيه للهول اتساع وأصل بني الرميمي من بني أمية ملوك الأندلس، ونسبوا إلى رميمة قريةٍ من أعمال قرطبة.

٣٨٦ - وقال أبو بحر يوسف بن عبد الصمد (٢) :

فوصلت أقطاراً لغير أحبّةٍ ... ومدحت أقواماً بغير صلات

أموال أشعاري نمت فتكاثرت ... فجعلت مدحي للبخيل زكاتي وهذا من غريب المعاني.


(١) ب: الساحات.
(٢) ترجمة ابن عبد الصمد في الذخيرة (٣: ٢٥١) والمغرب ٢: ٢٠٣ ومسالك الأبصار ١١: ٤٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>