للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٨٧ - وفي بني عبد الصمد يقول بعض أهل عصرهم، لما رأى من كثرة عددهم، والتباسهم بالسلطان:

ملأت قلبي هموماً مثل ما ... ملأ الدّنيا بنو عبد الصمد

كاثر الشيخ أبوهم آدماً ... فغدا أكثر نسلاً وولد

كلهم ذئب إذا آمنته ... والرّعايا بينهم مثل النّقد ٣٨٨ - وكان الوزير الكاتب أبو جعفر أحمد بن عباس (١) وزير زهير الصقلبي ملك المرية بذ الناس في وقته بأربعة أشياء: المال، والبخل، والعجب، والكتابة، قال ابن حيان: وكان قبل محنته صير هجيراه أوقات لعب الشطرنج أو ما يسنح له هذا البيت:

عيون الحوادث عني نيام ... وهضمي على الدهر شيء حرام وذاع هذا البيت في الناس حتى قلب له مصراعه الأخير بعض الأدباء فقال:

سيوقظها قدرٌ لا ينام ... وكان حسن الكتابة، جميل الخط، مليح الخطاب، عزيز الأدب، قوي المعرفة، مشاركاً في الفقه، حاضر الجواب، جماعاً للدفاتر، حتى بلغت أربعمائة ألف مجلد، وأما الدفاتر المخرومة فلم يوقف على عددها لكثرتها، وبلغ ماله خمسمائة ألف مثقال جعفرية سوى غير ذلك، وكان مقتله بيد باديس ابن حبوس (٢) ملك غرناطة، وكفى دليلاً على إعجابه قوله:

لي نفس لا ترتضي الدهر عمراً ... وجميع الأنام طرّاً عبيدا

لو ترقّت فوق السّماك محلاًّ ... لم تزل تبتغي هناك صعودا


(١) انظر الذخيرة ١ / ٢: ١٥١ والمغرب ٢: ٢٠٥ والإحاطة ١: ١٢٩.
(٢) تفصيل الخبر عن مقتله في الذخيرة: ١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>