للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنا من تعلمون شيّدت مجدي ... في مكاني ما بين قومي وليدا وكان يتهم بداء أبي جهل فيما ينقل، حتى كتب بعض الأدباء على برجه بالمرية:

خلوت بالبرج فما الذي ... تصنع فيه ياسخيف الزّمان فلما نظر إليه أمر أن يكتب:

أصنع فيه كلّ ما أشتهي ... وحاسدي خارجه في هوان ٣٨٩ - وكان الأعمى التطيلي (١) شاعراً مشهوراً، وكان الصبيان يقولون له " تحتاج كحلاً يا أستاذ " فكان ذلك سبب انتقاله من مرسية، وقيل له: يا أبا بكر، كم تقع في الناس فقال: أنا أعمى، وهم لا يبرحون حفراً فما عذري في وقوعي فيهم فقال له السائل: والله لا كنت قط حفرة لك، وجعل يواليه بره ورفده.

ومن شعره:

وجوهٌ تعزّ على معشرٍ ... ولكن تهون على الشاعر

قرونهم مثل ليل المحبّ ... وليل المحبّ بلا آخر وله:

زنجيّكم بالفسوق داري ... يدلي من الحرص كالحمار

يخلو بنجل الوزير سرّاً ... فيولج الليل في النّهار


(١) أغلب الظن أن هذا الشاعر هو التطيلي الأصغر، وهو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد التطيلي (التحفة: ٢٧ ونكت الهميان: ٩٠) إلا إن قدرنا أن المقري وقع في الوهم فإن القطعة الثانية أوردها ابن سعيد للمخزومي الأعمى (المغرب ١ ٢٢٧) وهو الذي يكنى بأبي بكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>