للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وقال الوزير الكاتب أبو جعفر ابن اللمائي (١) :

ألمّا فديتكما نستلم ... منازل سلمى على ذي سلم

منازل كنت بها نازلاً ... زمان الصّبا بين جيدٍ وفم

أما تجدنّ الثرى عاطراً ... إذا ما الرياح تنفسن ثم وقال في المطمح فيه: إمامٌ من أئمة الكتابة ومفجر ينبوعها، والظاهر على مصنوعها بمطبوعها، إذا كتب نثر الدر في المهارق، ونمت فيه أنفاسه كالمسك في المفارق، وانطوى ذكره على انتشار إحسانه، وقصر أمره مع امتداد لسانه، فلم تطل لدوحته فروع، ولا اتصل لها من نهر الإحسان كروع، فاندفنت محاسنه من الإهمال في قبر، وانكسرت الآمال بعدم بدائعه كسراً بعد جبر، وكان كاتب علي بن حمود العلوي وذكر أنه كان يرتجل بين يديه ولا يروي، فيأتي على البديه، بما يتقبله المروي ويبديه (٢) ، فمن ذلك ما كتب معتنياً من بعض رسالة: روض القلم في خنائك مونق وغصن الأدب بمائك مورق، وقد قذف بحر الهند درره، وبعث روض نجدٍ زهره، فأهدى ذلك على يدي فلان الجاري في حمده، على مباني قصده.

٦ - وقال الوزير حسان بن مالك بن أبي عبدة في المهرجان (٣) :

أرى المهرجان قد استبشرا ... غداة بكى المزن واستعبرا

وسربلت الأرض أمواهها ... وجللت السندس الأخضرا

وهزّ الرياح صنابيرها ... فضوّعت المسك والعنبرا

تهادى به الناس ألطافه ... وسامى المقلّ به المكثرا


(١) المطمح: ٢٥ - ٢٦.
(٢) المطمح: ويفديه؛ وفي م: بما يفصله؛ ب: يفعله؛ دوزي: يتقبله.
(٣) المطمح: ٢٦ - ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>