للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتعال فلنغظ الحسود بوصلنا ... إنّ الحسود بمثل ذاك يغاظ وقال:

يا من حرمت لذاذتي بمسيره ... هذي النوى قد صعّرت لي خدّها

زوّد جفوني من جمالك نظرة ... والله يعلم إن رأيتك بعدها وقال في المطمح في ابن برد المذكور: إنه غذي بالأدب (١) ، وعلا إلى أسمى (٢) الرتب، وما من أهل بيته إلا شاعر كاتب، لازم لباب السلطان راتب (٣) ، ولم يزل في الدولة العامرية بسبقٍ يذكر، وحق لا ينكر، وهو بديع الإحسان، بليغ القلم واللسان، مليح الكتابة، فصيح الخطابة، وله " رسالة السيف والقلم " (٤) ، وهو أول من قال بالفرق بينهما، وشعره مثقف المباني، مرهف كالحسام اليماني، وقد أثبت منه ما يلهيك سماعاً، ويريك الإحسان لماعاً، فمن ذلك قوله يصف البهار:

تأمل فقد شقّ البهار كمائماً ... وأبرز عن نوّاره الخضل الندي

مداهن تبرٍ في أنامل فضةٍ ... على أذرعٍ مخروطةٍ من زبرجد وله يصف معشوقاً، أهيف القد ممشوقاً، أبدى صفحة ورد، وبدا في ثوب لازورد:

لمّا بدا في لازور ... ديّ الحرير وقد بهر

كبّرت من فرط الجما ... ل وقلت: ما هذا بشر

فأجابني لا تنكرن ... ثوب السماء على القمر


(١) المطمح: هذه ثنية غذيت بالأدب.
(٢) المطمح: وربت في سماء.
(٣) ق ب ودوزي: مراتب.
(٤) راجع هذه الرساله في الذخيرة ١ / ٢: ٤٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>