للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله من قصيدة:

رويدك يا بدر التّمام فإنّني ... أرى العيس حسرى والكواكب ظلعّا

كأن أديم الصبح قد قدّ أنجماً ... وغودر درع الليل فيها مرقّعا

فإنّي وإن كان الشباب محبّباً ... إليّ وفي قلبي أجلّ وأوقعا

لآنف من حسنٍ بشعري مفترى ... وآنف من حسنٍ بشعري قنّعا ٩ - وقال الوزير أبو الوليد ابن حزم (١) :

إلك أبا حفصٍ وما عن ملالة ... ثنيت عناني والحبيب حبيب

مقالاً يطير الجمر عن جنباته ... ومن تحته قلبٌ عليك يذوب

مضت لك في أفياء ظلّي قولة ... لها بين أحناء الضّلوع دبيب

ولكن أبى إلا إليك التفاته ... فزاد عليه من هواك رقيب

وكم بيننا لو كنت تحمد ما مضى ... إذ العيش غضٌّ والزمان قشيب

وتحت جناح الغيم أحشاء روضةٍ ... بها لخفوق العاصفات وجيب

وللزهر في ظلّ الرياض تبسّمٌ ... وللطير منها في الغصون نحيب وقال في الزهد:

ثلاثٌ وستون قد جزتها ... فماذا تؤمّل أو تنتظر

وحلّ عليك نذير المشيب ... فما ترعوي أو فما تزدحر

تمرّ لياليك مراً حثيثاً ... وانت على ماأرى مستمر

فلو كنت تعقل ما ينقضي ... من العمر لاعتضت خيراً بشرّ

فما لك لا تستعدّ إذن ... لدار المقام ودار المقرّ

أترغب عن فجأةٍ للمنون ... وتعلم أن ليس منها مفرّ


(١) المطمح: ٣١ - ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>