للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١ - وقال خلف بن هرون يمدح الحافظ أبا محمد ابن حزام (١) :

يخوض إلى المجد والمكرمات ... بحار الخطوب وأهوالها

وإن ذكرت للعلا غايةُ ... ترقّى إليها وأهوى لها وقال في المطمح فيه:

فقيه مستبط، ونبيه بقياسه مرتبط، ما تكلم تقليداً، ولا عدا (٢) اختراعاً وتوليداً، ما تمنت به الأندلس أن تكون كالعراق، ولا حنت الأنفس معه إلى تلك الآفاق، أقام بوطنه، وما برح عن عطنه فلم يشرب ماء الفرات، ولم يقف عيشة الثمرات (٣) ، ولكنه أربى على من من ذلك غذي، وأزرى على من هنالك نعل وحذي، تفرد بالقياس، واقتبس نار المعارف أي اقتباس، فناظر بها أهل فاس، وصنف وحبر حتى أفنى الأنقاس، ونابذ الدنيا، وقد تصدت له بأفتن محيا، وأهدت إليه أعبق عرف وريا، وخلع الوزارة وقد كسته ملاها، وألبسته حلاها، وتجرد للعلم وطلبه، وجد في اقتناء نخبه، وله تآليف كثيرة، وتصانيف أثيرة، منها " الإيصال إلى فهم كتاب الخصال " وكتاب " الإحكام لأصول الأحكام " وكتاب " الفصل (٤) في الأهواء والملل والنحل " وكتاب " مراتب العلوم " (٥) وغير ذلك، مما لم يظهر مثله من هنالك، مع سرعة الحفظ، وعفاف اللسان واللحظ، وفيه يقول خلف بن هرون:

يخوض إلى المجد والمكرمات ... ولابن حزم في الأدب سبقٌ لا ينكر، وبديهة لا يعلم انه روى فيها ولا


(١) المطمح: ٥٥ - ٥٦.
(٢) المطمح: تعدى.
(٣) كذا، ولعله: عشية السمرات.
(٤) م ب ق: القصد.
(٥) هذه رسالة نشرتها ضمن " رسائل ابن حزم " (القاهرة ١٩٥٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>