للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأسرّحنّ نواظري ... في ذلك الورد النضير

ولآكلنّك بالمنى ... ولأشربنّك بالضمير ٤١٣ - وقال ابن عبد ربه (١) :

اشرب على المنظر الأنيق ... وامزج بريق الحبيب ريقي

واحلل وشاح الكعاب رفقاً ... خوفاً على خصرها الرقيق

وقل لمن لام في التصابي ... خلّ قليلاً عن الطريق وسيأتي إن شاء الله تعالى قريباً من بلاغة أهل الأندلس في الجد والهزل ما فيه مقنع لمن اقتصر عليه.

٤١٤ - ومن حكاياتهم في عدم احتمال الضيم والذل والوصف بالأنفة: أنه لما ثار أيوب بن مطروح في المائة الخامسة في الفتنة على ملك غرناطة عبد الله بن بلقين بن حبوس وخاض بحار الفتنة حتى رماه موجها فيمن رمى على الساحل، وحصل فيما بث عليهم يوسف بن تاشفين من الحبائل، وكانت له همة وأنفة عظيمة، وخلع عن إمارته، وحصل في حبالته، أدخل رأسه تحته، فانتظر من حضر معه أن يتكلم أو يخرج رأسه، فلم يكن إلا قليل حتى وقع ميتاً، رحمه الله تعالى.

٤١٥ - ولما ثار الميورقي بإفريقية على بني عبد المؤمن الثورة المشهورة، وخدمه جملة من أعيان أهل الأندلس، وكان من جملتهم مالك بن محمد بن سعيد العنسي (٢) ، كتب عنه من رسالة: وبعد، فإنا لا نحتاج لك إلى برهان على أمير لسانه الحسام، وأيده التأييد الرباني الذي لا يرام، قد نصب خيامه


(١) العقد ٦: ٢٨٥، ٤٢٧.
(٢) انظر ترجمة مالك في المغرب ٢: ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>