للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا ليت شعري هل أعود إلى الذي ... عهدت من النّعمى لديكم بلا جهد

فوالله مذ فارقتكم ما تخلّصت ... من الدهر عندي ساعةٌ دون ما كدّ

فمنّوا بإذنٍ كي أطير إليكم ... فلا عار في شوقٍ إلى المال والمجد ووقف بعض أعدائه على هذه الأبيات، فوشى بها إلى ابن عبد العزيز قاصداً ضرره، وكان ذلك في محفل ليكون أبلغ، فقال: والله لقد ذكرتني أمره، ولقد أحسن الدلالة على حاله، فإن الرجل كريم، وعلينا موضع اللوم، لا عليه، ووالله لأوسعنه مالاً ووجداً بقدر وسعي، ثم أخذ في الإحسان إليه حتى برّ يمينه، رحمه الله تعالى:

هكذا هكذا تكون المعالي ... طرق الجدّ غير طرق المزاح ٤١٩ - ولنذكر جملة من بني مروان بالأندلس فنقول:

١ - قال محمد بن هشام المرواني صاحب كتاب " أخبار الشعراء " (١) :

وروضةٍ من رياض الحزن حالفها ... طلٌّ أطلت به في أفقها الحلل

كأنما الورد فيما بينها ملكٌ ... موفٍ ونوّارها من حوله خول وكان في مدة الناصر، وأدخل عليه يوماً ليذاكره، فاستحسنه، وأمره بالتزام بينه ليؤدبهم بحسن أدبه، ويتخلقوا بخلقه، فاستعفى من ذلك، وقال: إن الفتيان لا يتعلمون إلا بشدة الضبط والقيد والإغلاظ، وأنا أكره أن أعامل بذلك أولاد الخليفة فيكرهوني، وقد يحقد لي بعضهم ذلك إلى أن يقدر على النفع والضرر.

قالوا: وكان يتعشق المستنصر بالله ولي عهد الناصر وهو غلام، وله فيه:


(١) ترجمته في الجذوة: ١٣٩ وبغية الملتمس رقم: ٤٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>