للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متّع بوجهك جفني ... يا كوكباً فوق غصن

يا من تحجّب حتّى ... عن كلّ فكرٍ وأذن

وخامر الخوف فيه ... فما يجول بذهن

فليس للطّرف والقل ... ب غير دمعٍ وحزن

فإنّني ذو ذنوبٍ ... وأنت جنّة عدن ٢ - وقال أخوه أحمد بن هشام:

قطعت اللّيالي بارتجاء وصالكم ... وما نلت منكم غير متّصل الهجر

وما كنت أدري ما التصبر قبلكم ... فعّلمتموني كيف أقوى على الصبر

وما كنت ممّن يعلق الصبر فكرة ... ولكن خشيت الصبر يذهب بالعمر ومن حكاياتهم في علو الهمة: أنه كان سبب قراءته واجتهاده أنّه حضر مجلساً فيه القائد أحمد بن أبي عبدة، وهو غلام، فاستخبره القائد، فرآه بعيداً من الأدب والظرّف، ورأى له ذهناً قابلاً للصلاح، فقال: أيّ سيف لو كانت عليه حلية! فقامت من هذه الكلمة قيامته، وثابت له همة ملوكية عطف بها على الأدب والتعلم، إلى أن صار ابن أبي عبدة عنده كما كان هو عند ابن أبي عبدة أولاً، فحضر بعد ذلك معه، وجالا في مضمار الأدب، فرأى ابن أبي عبدة جواداً لا يشق غباره، فقال: ما هذا أين هذا مما كان فقال: عن كلمتك عملت في فكري ما أوجب هذا، فقال: والله إن هذه حلية تليق بهذا السيف، فجزاك الله عن همتك خيراً.

ثم قال له: سر، إن لي عليك حقاً إذ بعثتك على التأديب والتميز، فإذا حضرنا في جماعة فلا تتطاول على تقصيري، وحافظ على أن لا أسقط من العيون بإرباء غيري علي، فقال: لك ذلك وزيادة.

٣ - وكان المنذر ابن الأمير عبد الرحمن الأوسط سيء الخلق في أول

<<  <  ج: ص:  >  >>