للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس يفيد السرور والطرب ... إن لم تقابل لواحظي طرب

أبهت في الكأس لست أشربها ... والفكر بين الضلوع يلتهب

يعجب مني معاشرٌ جهلوا ... ولو رأوا حسنها لما عجبوا وقال له أبوه يوماً: إن فيك لتيهاً مفرطاً، فقال له: حق لفرعٍ أنت أصله أن يعلو، فقال له: يابني إن العيون تمج التائه، والقلوب تنحرف عنه، فقال: ياأبي لي من العز والنسب وعلو المكان والسلطان ما يجمل من ذلك، وإني لم أر العيون إلا مقبلة علي، ولا الأسماع إلا مصغية إلي، وإن لهذا السلطان رونقاً يرنقه (١) التبذل، وعلواً يخفضه الانبساط، ولا يصونه ويشرفه إلا التيه والانقباض، وإن هؤلاء الأنذال لهم ميزان يسبرون به الرجل منا، فإن رأوه راجحاً عرفوا له قدر رجاحته، وإن رأوه ناقصاً عاملوه بنقصه، وصيروا تواضعه صغراً، وتخضعه (٢) خسةً، فقال له أبوه: لله أنت فابق وما رأيت.

٤ - وكان له أخ أديب أيضاً اسمه المطرف بن عبد الرحمن الأوسط، ومن شعره:

أفنيت عمري في الشّر ... ب والوجوه الملاح

ولم أضيّع أصيلاً ... ولا اطلاع صباح

أحيي الليالي سهداً ... في نشوةٍ ومراح

ولست أسمع ماذا ... يقول داعي الفلاح والعياذ بالله من هذا الكلام، وحاكي الكفر ليس بكافر.

وعتبه أحد إخوانه على هذا القول فقال: إني قلته وأنا لا أعقل، ولم أعلم أنه يحفظ عني، وأنا أستغفر الله تعالى منه، والذي يغفر الفعل أكرم من


(١) م ب: يريقه.
(٢) ب: وتخفضه.

<<  <  ج: ص:  >  >>