للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به أبوه، ورفع قدره.

ومن شعره في ابن عم له:

ومولىً أبى إلاّ أذاي وإنّني ... لأحلم عنه وهو بالجهل يقصد

توددته فازداد بعداً وبغضةً ... وهل نافعٌ عند الحسود التودد وقوله:

خالف عدوك فيما ... أتاك فيه لينصح

فإنما ينبغي أن ... تنام عنه فتربح ومن كرم نفسه أن أحد (١) التجار أهدى له جارية بارعة الحسن، واسمها طرب، ولها صنعة في الغناء حسنة، فعندما وقع بصره على حسنها ثم أذنه على غنائها أخذت بمجامع قلبه، فقال لأحد خدامه: ماترى أن ندفع لهذا التاجر عوضاً عن هذه الجارية التي وقعت منا أحسن موقع فقال: تقدر ما تساوي من الثمن وتدفع له بقدرها، فقومت بخمسمائة دينار، فقال المنذر للخديم: ما عندك فيما ندفع له فقال: الخمسمائة، فقال: إن هذا للؤم، رجل أهدى لنا جارية، فوقعت منا موقع استحسان، نقابله بثمنها، ولو أنه باعها من يهودي لوجد عنده هذا، فقال له: إن هؤلاء التجار لؤماء بخلاء، وأقل القليل يقنعهم، فقال: وإنا كرماء سمحاء، فلا يقنعنا القليل لمن نجود عليه، فادفع له ألف دينارٍ، واشكره على كونه خصنا بها، وأعلمه بأنها وقعت منا موقع رضى.

وفيها يقول:


(١) م: بعض.

<<  <  ج: ص:  >  >>