للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتاب، فكتب أول لوح، فبعثه إلى أخيه الحكم المستنصر ملك الأندلس، ومعه:

هاك يا مولاي خطّا ... مطّه في اللوح مطّا

ابن سبعٍ في سنيه ... لم يطق للوح ضبطا

دمت يا مولاي حتى ... يلد ابن ابنك سبطا وله:

زارني من همت فيه سحراً ... يتهادى كنسيم السّحر

أقبس الصبح ضياء ساطعاً ... فأضا والفجر لم ينفجر

واستعار الروض منه نفحةً ... بثّها بين الصّبا والزهر

أيّها الطّالع بدراً نّيراً ... لا حللت الدهر إلاّ بصري وكان مغرىً مغرماً بالخمر والغناء، فقطع الخمر، فبلغه أن المستنصر لما بلغه تركه الخمر قال: الحمد لله الذي أغنانا عن مفاتحته، ودله على ما نريد منه، ثم قال: لو ترك الغناء لكمل خيره، فقال: والله لا تركته حتى تترك الطيور تغريدها، ثم قال (١) :

أنا في صحّة وجاه ونعمى ... هي تدعو لهذه الألحان

وكذا الطير في الحدائق تشدو ... للذي سرّ نفسه بالقيان ١٤ - وقال أخوه محمد بن الناصر (٢) لما قدم أخوهما المستنصر من غزوة:

قدمت بحمد الله أسعد مقدم ... وضدّك أضحى لليدين وللفم


(١) المغرب: ١٨٤.
(٢) ترجمة محمد بن الناصر في المغرب ١: ١٨٤ وفيه البيتان.

<<  <  ج: ص:  >  >>