للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبات عند أحد رؤساء بني مروان، فقدّم إليه ذلك الرئيس قدحاً من فضة فيه راح أصفر، وقال: اشرب وصف فداك ابن عمك، فقام إجلالاً وشرب صائحاً بسروره، ثم قال: الدواة والقرطاس، فأحضرا، فكتب:

اشرب هنيئاً لا عداك الطرب ... شرب كريم في العلا منتخب

وافاك بالراح وقد ألبست ... برد أصيلٍ (١) معلماً بالحبب

في قدحٍ لم يك يسقى به ... غير أولي المجد وأهل الحسب

ما جار إذ سقّاك من كفّه ... في جامد الفضة ذوب الذهب

فقم على رأسك براً به ... واشرب على ذكراه طول الحقب (٢) ويحكى أنه لما قتل أباه وقد وجده مع جارية له كان يهواها سجنه المنصور ابن أبي عامر مدة، إلى أن رأى في منامه النبي، صلى الله عليه وسلم، يأمره بإطلاقه فأطلقه، فمن أجل ذلك عرف بالطليق.

١٧ - وقال أحمد ابن سليمان بن أحمد بن [عبد الرحمن بن] عبيد الله بن عبد الرحمن الناصر في ابن حزم لما عاداه علماء عصره (٣) :

لما تحلّى بخلقٍ ... كالمسك أو نشر عود

نجل الكرام ابن حزمٍ ... وقام في العلم عودي

فتواه جدّد ديني ... جدواه أورق عودي وله في أبي عامر ابن المظفر بن عامر من قصيدة يمدحه بها:

بأبي عامرٍ وصلت حبالي ... فزماني به زمانٌ سعيد


(١) م: بردا أصيلا.
(٢) متقدم على سابقه في م.
(٣) الجذوة: ١١٦ وبغية الملتمس رقم: ١٠٧ والقطعة الأولى فيهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>