للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فقال لي أبو عبد الله ابن شاطر: ما هو انفصال عالم الملك فقلت له: بالضرورية الوقتية، فقال لي: ما أجهلك! وأجهل سيدك أبا عبد الله! وأجهل ابن سودكين (١) الذي أخذ من كتابه هذا الحمد! إذ قال لا منقطعاً ولا مفصولاً بعد قوله بدوام ملكك وهو بالضرورية الوقتية، وهي منقطعة، فهلا قال: دائماً بدوام قيوميتك، وعظيم قدرك، ومجدك الأعلى، وسبحات وجهك الأكرم، لا منقطعاً ولا مفصولاً، فبلغ ذلك أبا عبد الله الشريف، فبدله؛ انتهى. وأخبار ابن شاطر كثيرة، وقد مر ذكره في كلام مولاي الجد رحمه الله تعالى، وسيأتي ما ذكره لسان الدين به في الإحاطة.

[تتمة الفوائد على المقري]

ومن فوائد مولاي الجد رحمه الله تعالى ما قاله إثر قول الرازي في التفسير الحس أقوى من العقل ونصه: هذا على ما حكاه في المحصل من أن المعقولات فرع المحسوسات، قال: ولذلك من فقد حساً فقد فقد علماً كالأكمه والعنين، ومذهب جمهور الفلاسفة أن اليقينيات هي المعقولات لا المحسوسات، انظر المحصل؛ انتهى.

ومن فوائده رحمه الله تعالى أن قال: أنشدت يوماً الآبلي قول ابن الرومي:

أفنى وأعمى ذا الطبيب بطبه ... وبكحله الأحياء والبصراء

فإذا مررت رأيت من عميانه ... أمم على أمواته قراء فاستعادني حتى عجبت منه، مع ما أعرف من عدم ميله إلى الشعر، وانفعاله له، وظننت أنه أعجب مما تضمنه البيت الأول من غريب اللف والنشر المكرر الذي لا أعرف له ثانياً فيه، فقال: أظننت أني استحسنت الشعر فقلت: مثلك


(١) إسماعيل بن سودكين (ق: شودكين) النوري (- ٦٤٠) تلميذ ابن عربي وشارح كتبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>