للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبي، قال: سل، قال: فأخبرني عما ليس لله، وعما ليس عند الله، وعما لا يعلمه الله، فقال: هذه مسائل الزنادقة، وهم بقتله، فقال ابن عباس: ما أنصفتموه، إما أن تجيبوه وإما أن تصرفوه إلى من يجيبه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي " اللهم اهد قلبه، وثبت لسانه "، فقال أبو بكر: قم معه إلى علي، فقال له: أما ما لا يعلمه الله فقولكم في عزير أنه ابن الله، والله عز وجل لا يعلم له ولد، فقال في التنزيل " ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله " الآية. وأما ما ليس عند الله فالظلم، وأما ما ليس له فالشريك (١) ، فأسلم اليهودي، فقبل أبو بكر رأس علي، وقال له: يا مفرج الكربات، ووردت (٢) مثل هذه المسائل عن الصحابة، فالله تعالى أعلم.

وقال العتابي لأبي قرة النصراني عند المأمون: ما تقول في المسيح قال: من الله، قال: البعض من الكل على سبيل التجزيء، والولد من الوالد على طريق التناسل، والخل من الخمر على وجه الاستحالة، والخلق من الخالق على جهة الصنعة، فهل من معنى خامس قال: لا، ولكن لو قلت بواحد منها ما كنت تقول قال: الباري لا يتجزأ، ولو جاز عليه ولد لجاز له ثان وثالث وهلم جراً، ولو استحال فسد، والرابع مذهبنا، وهو الحق.

ومنه: أول ما تكلم به عيسى في المهد أنه قال " إني عبد الله " وهو حجة على الغالين فيه، يقال لهم: إن صدق فقد كذبتم، وإلا فمن عبدتم، ولمن ادعيتم

قال القاضي ابن الطبيب للقسيس لما وجهه عضد الدولة إلى ملك الروم: لم اتحد اللاهوت بالناسوت فقال: أراد أن ينجي الناس من الهلاك، قال:


(١) ق: فالشرك.
(٢) ص: وروي.

<<  <  ج: ص:  >  >>