للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهل درى أن يقتل ويصلب أولاً فإن لم يدر لم يجز أن يكون إلهاً ولا ابناً، وإن درى فالحكمة تمنع من التعرض لمثل ما قلتم إنه جرى.

سأل القاضي هذا البطرك عن أهله وولده، فأنكر ذلك النصراني، فقال: تبرئون هذا مما تثبتونه لربكم سوأة لهذا الرأي! فانكسروا.

ابن العربي: سمعت الفقراء ببغداد يقولون: إن عيسى عليه السلام كان إذا خلق من الطين كهيئة الطير طار شيئاً ثم سقط ميتاً لأنه كان يخلق ولا يرزق، ولو رزق لم يبق أحد إلا قال " هو الله " إلا من أوتي هداه.

سأل ابن شاهين الجنيد عن معنى " مع " فقال: مع الأنبياء بالنظر والكلاءة " إنني معكما " ومع العامة بالعلم والإحاطة " إلا وهو معكم " فقال: مثلك يصلح دليلاً على الله.

ومنه: سأل قدري علياً رضي الله عنه عن القدر، فأعرض عنه، فألح عليه، فقال: أخلقك كيف شئت، أو كيف شاء فأمسك، فقال: أترونه يقول كيف شئت إذاً والله أقتله، قال: كيف شاء، قال: أيحييك كيف تشاء أو كيف يشاء قال: كيف يشاء، قال: فيدخلك حيث تشاء أو حيث يشاء قال: حيث يشاء، قال: اذهب فليس لك من الأمر شيء.

أبو سليمان: أدخلهم الجنة قبل أن يطيعوه، وأدخلهم النار قبل أن يعصوه، جل حكم الأزل، أن يضاف إلى العلل، سبق قضاؤه فعله " إني جاعل في الأرض خليفة " وأوقفت مشيئته أمره " ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً ".

قال الشاذلي: أهبط آدم إلى الأرض قبل أن يخلقه، لأنه قال " في الأرض " ولم يقل في السماء ولا في الجنة.

الأوزاعي: قضى بما نهى، وحال دون ما أمر، واضطر إلى ما حرم:

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له ... إياك إياك أن تبتل بالماء

<<  <  ج: ص:  >  >>