للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن قلبي لعهدة الصبر ناكث ... عن غزال في عقدة السحر نافث

أضرم النار في فؤادي وولى ... قائلاً لا تخف فإني عابث

ورماني من مقلتيه بسهم ... ثم قال: اصطبر لثان وثالث

كم عذول أتى يناظر فيه ... كان تعذاله على الحب باعث

ويمين آليتها بالتسلي ... فقضى حسنه بأني حانث

جبر الله صدع قلب عميد ... صدعت شمله صروف الحوادث

فهو يهفو إلى البروك ويروي ... عن نسيم الصبا ضعاف الآحاد

سلبته الأشجان إلا بقايا ... من أماني حبالهن رثائث

وبكاء على عهود مواض ... ملأت صدره هموماً حدائث

لست وحدي أشكو بليلة وجد ... إن داء الغرام ليس بحادث

يا مضيع العهود والله يعفو ... عنك أنى ارتضيت خطة ناكث

غرني منك والجمال غرور ... وظبى اللحظ في القلوب عوابث

مقل يقتسمن أعشار قلبي ... بالرضى مني، اقتسام الموارث

كيف غيرت بانتزاحك حالي ... وتغيرت لي، ولست بحارث (١)

فرط حبي وفرط بخلك آلى ... أن عينيك بالفتور نوافث

وندى فارس وحسبك رداً ... قول من قال سد باب البواعث

ملك البأس والندى، فهو بالسي ... ف وبالسيب عائث أوغائث

محرز المجد والثناء، فهذا ... سائر في الورى، وذاك لابث

أوطأ الشهب رجله وترقى ... صاعداً في سموه غير ماكث

فدرار تسري وما لحقته ... ونجوم خلف القصور لوابث

وله المقربات لا بل هي العق ... بان من فوقها الليوث الدلاهث (٢)


(١) يشير إلى قول الشاعر: " تغير لي في من تغير حارث " انظر المجلد الأول: ٢٦.
(٢) الدلاهث: جمع دلهاث وهو المقدام.

<<  <  ج: ص:  >  >>