للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مطلعات من كل نعل هلالاً ... فلهذا تجلو دجى كل حادث

إن ترافقن فالجبال الرواسي ... أو تسابقن فالغيوث الحثائث

والمواضي كأنها قد أعيرت ... حدة الذهن منه عند المباحث

هي نار محرقات الأعادي ... وهي ماء مطهرات الخبائث

فيردن الوغى ذكوراً عطاشاً ... ثم يصدرن ناهلات طوامث

من معانيه قد رأينا عياناً ... كل فضل ينصه من يحادث

خلق كالنسيم مر سحيراً ... بالأزاهير في البطاح الدمائث

في سبيل الإله يقصي ويدني ... ويوالي في ذاته ويناكث

شرف الملك منه سام وحام ... ففدته سام وحام ويافث

هاكها من بنات فكري بكراً ... ليس يسمو لها من الناس طامث

ذات لفظ لا يغتريه اختلال ... ومعان لا تنتحيها المباحث

زعماء القريض أبقوا بقايا ... كنت دون الورى لهن الوارث

من أراد انتقادها فهي هذي ... عرضه البحث فليكن جد باحث ورأيت بخط ابن الصباغ العقيلي (١) على هامش قوله وندى فارس حسبك رداً ... البيت ما نصه: ما أبدع تخلصه للمدح وأطبعه؛ فإنه أشار إلى قول الشاعر راداً عليه بالتبكيت، ومعقباً له بالتعنيت (٢) :

قالوا: تركت الشعر قلت: ضرورة ... باب السماحة والملاحة مغلق

مات الكرام فلا كريم يرتجى ... منه النوال ولا مليح يعشق وقيل: إن السلطان أبا عنان أطل من برج يشاهد الحرب بين الثور والأسد على ما جرت بع عادة الملوك، فقال ابن جزي المذكور في وصف الحال:


(١) انظر الأزهار: ١٩٤.
(٢) الشعر للغزي (ابن خلكان ١: ٤١ والخريدة ١: ٦، قسم الشام) .

<<  <  ج: ص:  >  >>