إن يأخذ السقم من جسمي مآخذه ... وأصبح القوم من أمري على خطر
فإن قلبي بحمد الله مرتبط ... بالصبر والشكر والتسليم للقدر
فالمرء في قبضة الأقدار مصرفه ... للبرء والسقم أو للنفع والضرر وحكي أن الفقيه الرحال أبا إسحاق إبراهيم الحاج النميري بقي في خلوته جميع شهر رمضان المعظم من عام سبعة وخمسين وسبعمائة، فلما خرج في يوم عيد الفطر أنشده صهره أبو عبد الله ابن جزي المذكور لنفسه:
ما سرار البدور إلا ثلاث ... فلماذا أرى أسرارك شهرا
تعجلته سراراً لعام ... ثم تبقى في سائر العام بدرا وحكي أنه كتب للرئيس صاحب القلم الأعلى والعلامة بفاس أبي القاسم ابن رضوان يطلب منه شراب سكنجبين، وقصد التحيف بقوله: أحسن زان بيتك نجيب تسر به بر مرضي تصحيفه: أحب شراب سكنجبين شربه برء مرضي، قال: فجاوبني ابن رضوان بقوله: إن برك نفيس، تصحيفه مقلوباً: يشفيك ربنا.