للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شابت نواصي النار بعد سوادها ... وتستّرت عنّا بثوب رماد ثم قال لي: أجز، فقلت:

شابت كما شبنا وزال شبابنا ... فكأنّما كنّا على ميعاد وقد اختلف حذّاق الأدباء في قوله: " ولكنه رمح وثان وثالث " ما هو الثاني والثالث فقيل القدّ واللحظ، وقيل غير ذلك.

ولما ذكر، رحمه الله تعالى، في كتابه قانون التأويل ركوبه البحر في رحلته من إفريقية قال (١) : وقد سبق في علم الله تعالى أن يعظم علينا البحر بزوله، ويغرقنا في هوله، فخرجنا من البحر، خروج الميت من القبر، وانتهينا بعد خطب طويل إلى بيوت بني كعب بن سليم، ونحن من السّغب، على عطب، ومن العري، في أقبح زي، قد قذف البحر زقاق زيت مزقت الحجارة منيئتها (٢) ، ودسّمت الأدهان وبرها وجلدتها، فاحتزمناها أزراً، واشتملناها لفافاً (٣) ، تمجّنا الأبصار، وتخذلنا الأنصار، فعطف أميرهم علينا فأوينا إليه فآوانا، وأطعمنا الله تعالى على يديه وسقانا، وأكرم مثوانا، وكسانا بأمر حقير ضعيف، وفنّ من العلم طريف، وشرحه أنّا لما وقفنا على بابه ألفيناه يدير أعواد الشاه (٤) ، فعل السامد اللاه، فدنوت منه في تلك الأطمار، وسمح لي بياذقته إذ كنت من الصغر في حدّ يسمح فيه للأغمار، ووقفت بإزائهم، أنظر ولما ذكر، رحمه الله تعالى، في كتابه قانون التأويل ركوبه البحر في رحلته من إفريقية قال: وقد سبق في علم الله تعالى أن يعظم علينا البحر بزوله، ويغرقنا في هوله، فخرجنا من البحر، خروج الميت من القبر، وانتهينا بعد خطب طويل إلى بيوت بني كعب بن سليم، ونحن من السّغب، على عطب، ومن العري، في أقبح زي، قد قذف البحر زقاق زيت مزقت الحجارة منيئتها، ودسّمت الأدهان وبرها وجلدتها، فاحتزمناها أزراً، واشتملناها لفافاً، تمجّنا الأبصار، وتخذلنا الأنصار، فعطف أميرهم علينا فأوينا إليه فآوانا، وأطعمنا الله تعالى على يديه وسقانا، وأكرم مثوانا، وكسانا بأمر حقير ضعيف، وفنّ من العلم طريف، وشرحه أنّا لما وقفنا على بابه ألفيناه يدير أعواد الشاه، فعل السامد اللاه، فدنوت منه في تلك الأطمار، وسمح لي بياذقته إذ كنت من الصغر في حدّ يسمح فيه للأغمار، ووقفت بإزائهم، أنظر إلى تصرفهم من ورائهم، إذ كان علق بنفسي بعض ذلك من بعض القرابة في خلس البطالة، مع غلبة الصّبوة والجهالة، فقلت للبياذقة: الأمير أعلم من


(١) النص في أزهار الرياض ٣: ٨٩ - ٩١.
(٢) المنيئة: الجلد أول عهده بالدباغ، وفي ق ط ج ودوزي: هيئتها؛ وأظنه أصوب.
(٣) الأزهار: لفعا.
(٤) يريد أنه يلعب الشطرنج.

<<  <  ج: ص:  >  >>