للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلنا لهم عند ذلك: قد كانوا كما وصفتم ثم صاروا شرّا من قيس وأكثر خلافا من تميم، على أنّهم بتميم أشبه؛ ولذلك قال الحجّاج: «الكوفة أشبه بالبصرة من بكر بن وائل بتميم» ؛ بل صارت رجال يمانية أسوأ طاعة وأكثر خلافا من رجال نزار، كالذي كان بين الأشتر والأشعث وكالذي كان بين الأشعث وحجر؛ وما تخفى عليك امور لهمدان وكندة في تلك الأيام، وحال سعيد بن قيس، وما كان من قول عبد الله بن بديل، هذا إن كان بعض ما ذكرنا يعرفها من قبل عليّ ومعاوية ابن ملجم، ومن إمداده الرأي ومن تشجيعه على الاقدام وإفساد يمانيته عليه فضلا على قيسيته؛ فقال يزيد بن حجبة قبل أن يكون إليه من عليّ بن أبي طالب ما كان:

عادت ربيعة قيسا بعد طاعتها ... حتّى اليمانيّ لا يبقي ولا يذر

ثم صرف إلى معاوية مع أكثر قومه من تيم اللات بن ثعلبة وقال:

وقالوا: عليّ ليس يقتل مسلما ... فمن ذا الّذي يحيي الرّفات ويقتل

ثمّ لحق بالشام خالد بن المعمّر في أكثر بني سّدوس، ولقدره ولقدر ما جلب إلى معاوية من القوّة قال قائلهم:

معاوي أمّر خالد بن معمّر ... فإنّك لولا خالد لم تعمّر

ثمّ لحق مصقلة بن هبيرة في عامّة بني شيبان في رجال كثير ورؤساء لا يحصون، معروف سبب هربهم وشهور تنقّمهم؛ وأمّا مصقلة بن هبيرة فانه طولب بما عليه من مال الله من ثمن من أعتق من بني ناجية؛ وأمّا يزيد بن حجبة ففرّ من الجيش لما كان فرّ من خراج المسلمين إلى ما لا يعرف من هرب النجاشيّ عند شرب الخمر.

<<  <   >  >>