للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبت لي عفّتي وأبى حيائي ... وأخذي المجد بالثّمن الرّبيح

وقولي، كلّما جشأت، لنفسي ... مكانك تحمدي أو تستريحي

وهل نفس عن كربه ورفه عن خناقه وردّ عليه حشاشة روحه وابقى عليه علالة نفسه إلا ما كان من اعتزا [مهم] برفع المصاحف ومن تركهم القتال وهو يذكرهم بالله ويعظهم بالقرآن ويزجرهم بوعده؟ وسنذكر من كلامه الدالّ على شدّة اختلافهم عليه وإبطائهم عن عدوّه وركونهم إلى الراحة، المعروف من خطبه والمشهور من كلامه والمذكور من مقامه الذي لا تستطيعون أن تقولوا إنه ممّا رواه أبو مخنف أو صنعه ابن دأب أو ألّفه شوكر أو حيّره العتّابي وقبل ذلك رشيد الهجري، وهو قوله حين انكشف أمر الصحابة وظهر المكتوم من سرّه وسرّ عيوب أجناده: «أيّها الناس المجتمعة أبدانهم المتفرّقة أهواؤهم، ما عزّت دعوة من دعاكم و [لا] استراح قلب من قاساكم، كلامكم يوهي الصّمّ الصلاب وفعلكم يطمع فيكم عدوّكم؛ إذا أمرتكم بالمسير قلتم كيت وكيت [....] أعاليل بأضاليل وأضاليل [بأبا] طيل، وسألتموني التأخير، دفاع ذي الدين المطول، استخفّكم الجهل حيدي حياد، ولا يمنع الضيم الذليل ولا يدرك الحقّ إلّا بالجد، أيّ دار بعد داركم تمنعون [و] مع أيّ إمام بعدي تقاتلون؟ المغرور- والله- من غررتموه ومن فاز بكم فقد فاز [بال] سهم الأخيب! أصبحت- والله- لا أصدّق قولكم ولا أطمع في نصركم. فرق الله [بين] ي وبينكم وأعقبكم من هو شرّ لكم مني وأعقبني من هو خير لي منكم!» .

فلما نزل [قصد] وه يعتذرون إليه، فقال: «أما [إنكم]- والله- ستلقون بعدي ثلاثا: ذلا شاملا وسيفا قاتلا وأثرة [ ... ] يتخذها الظالمون عليكم سنّة فيتفرّق جمعكم وتبكي عيونكم ويدخل الفقر [ق] لوبكم فتمنون أنكم رأيتموني فتغنموني فلا يبعد الله إلّا من ظلم!» .

وقال في مقام [آ] خر: «وددتّ- والله- أنّ لي بكم ألف فارس من بني فراس

<<  <   >  >>