للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بخل الأمير بإذنه ... فجلست في بيتي أميرا

وتركت إمرته له ... والله محمود كثيرا

وأنشدني الزّبير بن بكّار لبعض الشعراء:

سأترك هذا الباب ما دام إذنه ... على ما أرى حتّى يلين قليلا

إذا لم نجد للإذن عندك سلّما ... وجدنا إلى ترك المجيء سبيلا

الزّبير بن بكّار قال: وفد ابن عمّ لداود بن يزيد المهلّبيّ عليه فحجبه، وجعل يمطله بحاجته، فكتب إليه:

أبا سليمان وعدا غير مكذوب ... اليأس أروح من آمال عرقوب

أرى حمامة مطل غير طائرة ... حتى تنقّب عن بعض الأعاجيب

لا تركبنّ بشعري غير مركبه ... فيركب الشّعر ظهرا غير مركوب

لئن حجبت فلم تأذن عليك فما ... شعري إذا سار عن أذن بمحجوب

إن ضاق بابك عن إذن شددت غدا ... رحلي إلى المطربّين المناجيب

قوم إذا سئلوا رقّت وجوههم ... لا يستقيدون إلّا للمواهيب

وللأحوص بن محمد الأنصاريّ في أبي بكر بن حزم:

أعجبت أن ركب ابن حزم بغلة ... فركوبه فوق المنابر أعجب

وعجبت أن جعل ابن حزم حاجبا ... سبحان من جعل ابن حزم يحجب

وأنشدت لابن حازم يعاتب رجلا في حجابه:

صحبتك إذ أنت لا تصحب ... وإذ أنت لا غيرك الموكب

واذ أنت تفرح بالزائرين ... ونفسك نفسك تستحجب

وإذ أنت تكثر ذمّ الزمان ... ومشيك أضعاف ما تركب

فقلت: كريم له همّة ... تنال فأدرك ما أطلب

فنلت فأقصيتني عامدا ... كأنّي ذو عرّة أجرب

وأصبحت عنك إذا ما أتي ... ت دون الورى كلّهم أحجب

<<  <   >  >>