الْمُسْتَقِيمْ، وعلى عَلَيْهِمْ فيوقف على هذه الحاجة إلى ذلك كضيق النفس إلا أنه لا يبتدأ بما بعده لتعلقه بما وقفت عليه فإذا وقفت على الْحَمْدُ للهِ وابتدأت رب العالمين فقد فصلت بين النعت والمنعوت وابتدأت بمجرور ولا يجوز ذلك لأن المجرور معمول والعامل والمعمول كشيء واحد ولكنك إذا ابتدأت بشيء فقد عريته عن العوامل والمعرى عن العوامل اللفظية هو المبتدأ والمبتدأ مرفوع وهذا مخفوض إلا أن يكون الموقوف عليه راس آية فلا يعيد ما وقف عليه لأنهن في افسهن مقاطع ولان النبي (كان إذا قرأ قطَّع ويقف عليها ولم يفرق بين ما هو متعلق بما بعده وغيره بل جعل جماعة الوقف على رؤوس الاي سنة واستدلوا على ذلك بالحديث الذي رواه الترمذي وغيره من طرق متعددة وسنده صحيح إن النبي (كان إذا قرأ قطَّع قراءته أية أية يقول بسم الله الحمن الرحيم يقف ثم يقول الحمد لله رب العالمين ثم يقف ثم يقول الرحمن الرحيم ثم يقف ثم يقول ملك يوم الدين وإنما ذكروا هذا الحسن ليتسع الأمر على القاري فربما ضاقت نفسه قبل الوصول التام والكافي لا سيما من كان ضيق الحنجرة لا يستطيع إن يتكلم بكلام كثير في نَفَسٍ واحد فيقف على الجائز فهو أولى من الوقف على كلام لم تحصل لسامعه فائدة، غالاصل يندب للقاري الوقوف على الاتم فأن لم يمكنه ذلك أو يمكنه إلا انه بمشقة وتعب فعلى التام وإن لم يمكنه فعلى الاكفى، وإن لم يمكنه فعلى الكافي فأن لم يحصله فعلى الجائز ويعيد ما وقف عليه إلا إن يكون رأس آية ولا يعدل عن هذه إلى المواضع التي يكره الوقوف عليها إلا من ضرورة كانقطاع نفس ويرجع إلى ما قبله حتى يصله بما بعده فأن لم يفعل عوتب ولا اثم عليه والله أعلم.
[فصل في الوقف القبيح والأقبح]
اعلم إن الوقف القبيح هو الوقف على كلام لا يفهم منه معنى مثل الوقف على بِسْمِ وعلى الحَمْدُ وعلى رَبّ وعلى مَلِكِ لخلو الأولين عن الفائدة وفصل الأخيرين عن المضاف إليه وهو