به لجميع من ذكر لم نأخذ فيه للجميع إلا بالإدغام لأن الحرفين إذا اتفقا في المخرج وسكن أولهما كالتا مع الطاء والدال وجب الإدغام إن لم يمنع منه مانع ولا مانع هنا وحكى ابن مهران الإجماع على الإدغام ذكره في النَّشْر.
[فصل الجيم]
تخرج الجيم من المخرج الثالث من مخارج اللسان وهو حرف مجهور شديد مستفل منفتح مصت مقلقل متوسط مرققُ يقع الخطأ فيها من اوجه منها إبدالها إذا سكنت نحو وَجْهَكَ والنَّجْدَيْنِ شينا فأحذر من ذلك لا سيما إن أتى بعده تاء نحو اجْتَنَبُوا وُ خَرَجْتُ واجْتَبَاهُ واجْتَمَعَتْ واجْتُثَّتْ واجْتَرَحُوا لأن مخرجهما واحد والشين حرف مهموس فلا كلفة فيه على اللسان فيسرع إلى التلفظ به في موضع الجيم، ومنها إبدالها زايا في نحو الرّجَْز ورِجْزاً ولِيَجْزِيَ لأن الزاي حرف رخو والجيم حرف شديد وميل إلى إن إلى الحروف الرخوة أكثر وبعضهم بعد الإبدال يدغم الزاي في الزاي وكله خطأ ظاهر لا يحل، ومنها إبدالها سينا في نحو رِجْسٌ وذكر في النشر إن بعض الناس يخرجها ممزوجة بالكاف قال وهو موجود كثيرا في بوادي اليمن قلت وكذلك سمعناه من كثير من أهل قرى مصر، ومنها تفخيمها واكثر ما يقع ذلك إذا جاورت الرا نحو شَجَرَ وأخْرجَكَ لا سيما مع الألف نحو وإنَّ الفُجَّارَ ولاَ يُجاَرُ، والحاصل إنها حرف كَثرُ خطأ الناس فيها فيجب على القاري التحرز من جميع ذلك وإعطاؤها حقها من الشدة والجهر والقلقلة لا سيما إذا أتت مشددة أو مكررة نحو حَاجَجْتُمْ وحاَجَّهُ فلا بد من بيانها لا سيما نحو لجِّيّ ويُوَجِّهْه لأجل مجانسة الياء وخفاء الهاءِ.