قال الله تَعالى فإذَا قَرَأتَ الْقُرْءانَ فأَستعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيِم أي إذا أردت إن تقرأ كقوله تعالى إذا قُمْتُمْ إلىَ الصَلاَة الآية كقوله صلى الله عليه وسلم إذا أكَلْتَ فسمّ الله فعبر عن إرادة الفعل بلفظ الفعل إقامة للمسبب مقام السبب وقد أجمعت الأمة على إثباتها قبل القراءة لا بعدها فالآية متروكة الظاهر إجماعا إذ لم يصحبه عمل ولم يقم عليه دليل وما روي عن بعضهم من الأخذ بظاهر الآية لم يثبت وقرأت وان كان لفظه ماضيا فهَو مستقبل المعنى لدخول إذا عليه وهكذا كل ماض دخل عليه الشرط وليست الاستعاذة من القرآن بإجماع وإنما هو دعاء بلفظ الخبر أمرنا الشارع إن نفتتح القراءة به، والأمر محمول على الندب عند جمهور العلماء فيكره ترك التعوذ عندهم عمدا وقال الثوري وعطاء وداوود وغيرهم بالوجوب وحملوا الأمر في الآية عليه فيحرم تركه عندهم، والمختار عند جمهور القراء وغيره إن لفظه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأعوذ بالله العظيم ومن زاد فيه ما روي فيه كقوله أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وأعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم فلا عتب عليه ويجوز فيها عند الابتداء بها إذا كانت مع البسملة لكل القراء أربعة اوجه وسواء كانت البسملة أول سورة أم لا الأول الوقف عليها وعلى البسملة وهو أجملها الثاني الوقف عليها ووصل البسملة بأول القراءة الثالث وصلها بالبسملة والوقف على البسملة والابتداء بالقراءة الرابع وصلها بالبسملة ووصل البسملة بالقراءة وان لم تكن مع البسملة ففيها وجهان الوقع عليها ووصلها بالقراءة إلا