وادغمها الباقون واحرص على إظهارها في فَنَبذتهَا وعُذْتُ بِرَبي إن قرأتهما بقراءة من له الإظهار كنافع فان تكررت نحو ذي الذكر وجب بيانها وكذلك إذا أتى بعدها نون فنبذناه وَإذْ نَتَقْنَا والله أعلم.
[فصل الراء]
الراء تخرج من المخرج السابع من مخارج الفم وهو حرف مجهور مستفل منفتح مذلق منحرف متوسط بين الشدة والرخاوة والقوة والضعف مكرر وانفرد به على ساير الحروف ولهذا شابه حروف الاستعلاء في التفخيم وقد توسعت فيها العرب واختلفت لغاتهم فيها وقد افردها القراء بباب مستفل في كتبهم ويقع الخطأ فيها من اوجه، منها ترُعيد اللسان بها إذا شددت في نحو الرَّحْمنَ الرحيمَ ومِن رَبي حتى يصير الحرف حرفين أو احرفا بل المطلوب حبس اللسان بها وإخفاء تكريرها وهذا مذهب المحققين كمكي والجعبري وابن الجزري قال الجعبري: ومعنى قولهم مكرر أن لها قبول التكرير لا أنّها مكررة بالفعل فانه لحن يجب التحفظ منه وهذا كقولهم لغير الضاحك إنسان ضاحك إذ وصف الشيء بالشيء اعم من أن يكون بالفعل أو بالقوة وطريق السلامة من هذا التكرير إن يلصق اللافظ بها ظهر لسانه على حنكه لصقا محكما انتهى بالمعنى وذهب أبن شريح في آخرين إن التكرير صفة لازمة لها وهو مذهب سيبويه لقوله إذا تكلمت بها خرجت كأنها مضاعفة والصواب الأول والله اعلم، ومنها ترقيقها في موضع تفخيمها فلابدْ من التحفظ من ذلك لا سيما إن جاورت حروف الهمس والاستفال نحو أرْسِلْ وأسْرَعُ وتُرْحَمُونَ وَلاَ ترْكنوُا والأرْذَلونَ وذَرْنَا وذرْنِي وأَنتَ الرَّقيبُ فكثيرا ما يجري اللسان بترقيقها لمجاورة الحروف الضعيفة قد اجمعوا على تفخيمها