الإظهار نحو يَغْضُضْنَ مِنْ أبْصَارِهِنَّ وأغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ أو مع الإدغام نحو لا نْفَضُّوا وعَضُّوا عَلَيْكُمْ ويَغُضُّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ وكذلك لا بد من الاعتناء ببيانها إذا جاورت الظاء وسواء كانت مشددة نحو يَعَضُ الظَّالِمُ أو مخففة أنْقَضَ ظَهْرَكَ وكذلك إذا أتى بعدها لم مفخمة نحو أرضْ الله وكذلك إذا أتى بعدها ذال نحو الأرًضِ ذَهبَاً بِبَعْضِ ذُنوُبِهِم أو جيم نحو واخفِضْ جَناَحكََ فمن لم يعتن ببيانها فأما إن يبدلها أو يدغمها وهو لا يشعر فيجب على القاري إن يروض لسانه على النطق بها على وجه الصواب حتى يصير له سجية لا يحتاج إلى كلفة ويراعي وقت النطق بها جميع صفاتها ومن لم يتكلف ذلك حتى يصير له طبعا أتى بها على غير وجهها ودخل الخلل في قراءته والله الموفق.
[فصل العين المهملة]
تخرج العين من المخرج الثاني من مخارج الحلق وهو حرف مجهور مستفل منفتح مصمت متوسط بين الرخاوة والشدة والقوة والضعف ومرقق، ويقع الخطأ فيها من اوجه منها تفخيمها فليحذر منه لا سيما إن أتى بعدها ألف نحو الْعَالَمِينَ وَطعَامُ وأحذر من المبالغة في ترقيقها حتى تصير كالممالة كما يفعله كثير وهو خطأ أيضا، ومنها إبدالها حا في نحو تَعْتَدُوا والمُعتَدِين ومَعَهُمْ لاتفاقهما في المخرج وكثير من الصفات لولا الجهر الذي فيها وبعض الشدة لكانت حا ولولا الهمس والرخاوة اللَّذان في الحاء لكانت عينا وبعض الناس يمزجها بالحا فيصير حرفا بين حرفين وبعضهم بعد إبدالها في نحو مَعَهُمْ يدغم الهاء فيها لأن الحاء مواخية للها في الهمس وتقاربها في المخرج وكله خطأ لا يجوز، ومنها إدغامها في الهاء في نحو فَبَايِعْهُنَّ وكَلاَّ لاَ تُطِعْهُ لقربهما