الثاء تخرج من المخرج العاشر من اللسان وهو حرف مهموس رخو مستفل منفتح مصمت ضعيف مرقق، ويقع الخطأ فيها من اوجه منها إبدالها تاء مثناة وهو لحن فاحش لا تحل القراءة به وكذلك إبدالها سينا وقد شاع الأول في قطر طرابلس والثاني عند أهل مصر إلا انهم يتحاشون عند ذلك في القراءة وربما يسرق الطبع بعضهم، ومنها تفخيمها واكثر ما يقع عند مجاورة الراء نحو آثَرَكَ والثَّرىَ أو الألف نحو ثاَلِثُ وثاَمِنُهُمْ أو حرف الاستعلاء نحو أثْخَنْتُمُوهُمْ ويَثْقَفُوكُمْ وأحرى إذا اجتمعا نحو مِيثاَقَكُمْ والوَثاَقَ وبعضهم يفخم الألف والثاء فيخطي في الحرفين كما إن بعضهم يفخم البا والثاء من فَشَبَّطَهُمْ فيخطي في الحرفين وبعض من لا اعتناء له برياضة لسانه وتجويده كتاب ربه يفخم الفاء فيلحن في الثلاثة ولا يبالغ في ترقيقه حتى يصير كأنه ممال وكل ذلك خارج عن قانون التجويد وأهل الفصاحة فأحذر من ذلك كله، ومنها إبدالها حرفا أخر في النَّفَّاثَاتِ واْلأجَدَْاثِ كما يقع من العوام كثيرا فيبدلونها في الأول فاء وفي الثاني ذالا لأنهما من مخرج واحد فإذا حدث فيها جهر صارت ذالا، ولابد من بيانها إذا تكررت نحو حَيْثُ ثَقفْتُمُوهُمْ وثاَلثُ ثَلاَثةٍ لمن له الإظهار وكذلك لابدّ من إظهارها عند التاءِ في نحو لَبثْتُمْ ولَبِثْتَ وأورِثْتُمُوهَا لمن له الإظهار وهو قراءة نافع والمكي وغيرِهما كما هو مبين في كتب الخلاف وكذا إذا وقعت قبل الذال ولم يرد في القرآن إلا في موضع واحد يَلْهَثْ ذَلك في الأعراف وقراءته بالإظهار لنافع وابن كثير وأبي جعفر وعاصم وهشام على أحد الوجهين لهم والإدغام أصح وأقيس لولا إن القراءة رواية محضة وسنة متبعة، وقد صح الإظهار عمن ذكر نصا وأداء وقرأنا