للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل الباء]

الباء تخرج من المخرج الثاني عشر من مخارج الفم وهو حرف مجهور شديد مستقل منفتح مذلق مقلقل متوسط مرقق، ويقع الخطأ فيها من اوجه منها تفخيمها فلابد من التحفظ منه لا سيما إن جاورت حرف استعلاء أو راء نحو بَطَلٍ بَخْسٍ وبَغْتَةً وبَسْطَةً وفَقَبِضْتُ وبَصَلهَا وبَقَرَةً وبَرْقٌ وبَرّاً بِوالِدَيه، وأخرى إن حال بينهما ألف نحو بَاطِلٌ وباغٍ والأسْباَط وباَقٍ وبَاَرَكْنا وتَبَارَكَ وبعضهم يقع له الخطأ في ساير حروف الكلمة فيفخم التاء والياء والألف والكاف وهو لحن فاحش والمطلوب في البا الترقيق كما تحكي في حروف التهجي ألف با وأحذر إذا رققتها إن تبالغ في ترقيقها حتى تجعلها كأنها ممالة إذ التجويد كما قال الداني رحمه الله بياض إن قل صار سمرة وإن كثر صار برصا وخير الأمور أوساطها بل لابد من بيان شدتها وجهرها وكثير من الناس يغلط فيه لا سيما إن جاوزت حرفا ضعيفا نحو بذي وبِثَلاثَةٍ وبِسَاحَتِهم أو خفيا نحو بِهِمْ وبهِاد وبالِغَ وخَبيِرٌ وبورِكَ، وكذَا إن جاورت حرفا ممالا نحو بَلىَ، أو مرققا نحو لَيْسَ الْبرِ عند من قرأ بذلك ونحو علىَ الْبِر في قراءة الجميع، ومنها إظهارها إذا تكررت والأولى ساكنة نحو فأضْرِبْ بهِ ولاَ يغَتب بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَارغب بِسْمِ اللهِ الرَحْمانِ الرَّحِيمِ بل لابد من الإدغام والتشديد البليغ، أجمع على ذلك القراء والنحويون، واحرص على إظهارها إذا تكررت وتحركت الأولى نحو الْعذَابَ بِالْمغَفرَةِ والصَّاحِب بالْجَنْبِ والْكِتَابَ بأِيديهمْ وأبو عمرو بن العلا يدغم هذا النوع وإظهارها في كلمة كسَببَاً اسهل منه وهما في كلمتين ولهذا اظهر أبو عمرو هذا النوع واحرص على إظهارها عند الفاء إذا قرأت بقراء من له الإظهار كنافع وجاءت في كتاب الله عز وجل في خمسة مواضع في النساء أو يَغْلِبْ فَسَوْفَ وفي الرعد إنْ تعْجَبْ فَعَجَبٌ وفي سبحان

<<  <   >  >>