يخرج الحاء من المخرج الثاني من كل مخارج الحلق وهو حرف ضعيف
لأنه مهموس رخو مستفل منفتح مصمت مرقق ويقع الخطأ فيها للناس من أوجه منها تفخيمها وأكثر ما يقع ذلك عند حروف الاستعلاء نحو أحَطْتُّ والحطَبِ والحَقّ وحَصْحَصَ وحَصَادِه وحَظَّا وحَضَرَ، أو الرَّاءِ نحو حرَجٌ وحَرَمْتَ أو ألف نحو حَامٍ وحَاقَ وحَمِ والأرْحَامَ فيجب التحفظ من ذلك، ومنها إبدالها عينا إذا في جاورت العين لأنهما من مخرج واحد لولا الجهر الذي في العين لكانت حا ولولا الهمس الذي في الحاء لكانت عينا ولم تقع المجاورة بين الحاء والعين في كلمة واحدة في كلام العرب بل لا تكون إلا في كلمتين نحو زُحْزِحَ عن النَّارِ وَلاَ جُناحَ عَلَيْكُمْ الْمَسِيحُ عِيسَى وبعضهم يقرب لفظه بها من الاخفاء أو من الإدغام وكله لا يجوز ولم يرد في القرآن العظيم في المتواتر والشاذ بل ولا في كلام العرب على ما قال سيبويه إدغام حاء في عين إلا في حرف واحد وهو زُحْزحَ عَنِ النَّارِ فيه وجهان صحيحان عن ابي عمرو الإظهار والإدغام فان سكنت الحاء نحو فَاصْفَحْ عَنْهمُْ كان الاهتمام ببيانها اشد لأنها قد تهيأت للإدغام بسكونها إذ من إلى لوم إن لا إدغام إلا في ساكن وان كان في الأصل محركا فلا بد من تسكينه هـ عند إرادة الإدغام وإدغام هذا وأمثاله لا يجوز إجماعا، ومنها تحريكها وإدغام الهاء فيها في نحو سَبِّحْهُ فان كثيرا من الجهلة والمتساهلين ينطق بها في مثل هذا حا مشددة مضمومة وهو لا يجوز إجماعا كما ذكره في النشر وان وليها مثلها ولم يأت في القرآن إلا في موضعين النِّكاَحِ حَتَّى في البقرة ولا أبْرَحُ حَتَّى في الكهف تعين البيان عند من لم يدغم والله أعلم.
[فصل الحاء]
الخاء يخرج من المخرج الثالث من مخارج الحلق وهو حرف مهموس رخو مستفل منفتح مصمت مفخَم متوسط إلا انه إلى الضعف أقرب لكثرة صفات الضعف فيه،