أعلم إن الوقف على المشدد فيه صعوبة على اللسان إذ فيه النطق بساكنين غيرُ منفصلين لان المشدد أوله ساكن فإذا سكنت الآخر للوقف صار اللسان يلفظ بساكنين غير منفصلين دفعة واحدة وهو في غاية الصعِوبة ولهذا لا يحسنه كثير من علماء القراء فضلا عن عِوامهم فتجدهم إذا وقفوا على مثل وَليّ وخَفِيَ وبَنِيّ عند من لم يهمز يقفون على لام مكسورة أو فاء مكسورة أو ياء مكسورة بعدها ياء ساكنة وإذا وقفوا على نحو مُسْتَمِرّ والْحَقّ وصُمّ وصَوَافّ وجَانّ وغَيْرَ مُضَارْ وقفوا على حرف ساكن من غير تشديد أو حركوه حركة كاملة مع لتشديد فرارا مما فيه من الثقل وهذا كله خطا لا يجوز بل لا بد من إجرائه على ما تقدم وتقف عليه بما يجوز فيه من سُكون أؤ رَوْمٍ أو اشْمَامٍ مع التشديد الكامل وتمكين ذلك حتى يظهر في السمع ويعلم السامع أن الحرف الوقوف عليه كان في الأصل مشددا والجمع بين الساكنين بل السواكان في نحو صَوَافّ في الوقف جائز إجماعا ألا أنه في المنفصل نحو وَالْفَجْرْ وليَالٍ عَشْرْ والشَّفعِ والْوتْرْ وَالْقَدْر والْعَصْرْ ايسر منه في المتصل وهو المشدد وإذا كان الموقوف عليه همزة في نحو دِفْءٌ وشَيْءٌ كان أعسر منه في غير الهمز لصعوبة اللفظ بالهمزة وبُعد مخرجها فلا بد من الاعتناء بها وإظهارها ولعسرها خففها العرب والقراء بأنواع التخفيف وصلا ووقفا كما هو مبين في كتب الخلاف فاعرف هذه الجمل وافهم جميع ما ذكرت تصل إن شاء الله تعالى إلى الصواب في قراءتك وبالله تعالى التوفيق.
وهذا أخر ما يسره الله تعالى على يدي وألهَمَني بجمعه وتفضل بذلك عليَّ فله الحمد والشكر على نعمه الوافرة. حمدا وشكرا نرى بركتهما ومردهما