أبو عمرو رحمه الله وهذا كله جار على طباعهم ومذهبهم في تفكيك الحروف وتخليص السواكن وتحقق القراءة وحدرها وليس لواحد منهم مذهب يسرف فيه على غيره اسرافا يخرج عن المتعارف في اللغة والمتعالم في القراءة بل ذلك قريب بعضه من بعض والمشافهة توضح حقيقة ذلك والحكاية تبين كيفيته.
وأما المد للسكون العارض بقسميه ففيه لجميع القراء ثلاثة اوجه الإشباع والتوسط والقصر اختار كل واحد جماعة وأكثرهم على اختيار التوسط وهو المختار عندي إذ فيه مراعاة اجتماع الساكنين ولكون الساكن عارضا نزلنا به عن رتبة الساكن اللازم ولا يكاد تسمع من يتقن القراءة غيره كأنهم جبلوا عليه.
وأما السبب المعنوي وهو قصد المبالغة في النفي وسبب قوي من مقواصد العرب ومما حسنت به كلامها ومنه مد التعظيمِ في كل ما اثبت الألوهية لله تعالى ونفاها عن غيره نحو لا إلهَ إلا اللهُ، لا إله إلاَ أنْتَ لآ، إلَهَ إلاَّ هوُ فكل من له القصر في المن
فصل روي عنه المد في لا اله إلا الله لقصد المبالغة في النفي نصَّ على ذلك غير واحد من أيمة الأداء كالطبري والهذلي وابن مهران والجاجاني وهو مقصد جليل وغرض جميل وقد قرأت به على جميع من قرأت عليه من طرق الطيبة وهو الذي أختاره في نون في وأقرأ به في الصلاة وغيرها ويؤيده ما روي مرفوعا عن ابن عمر رضي اللهُ عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال لا اله إلا الله ومد بها صوته اسكنه الله دار الجلال دار اسمى بها نفسه فقال ذو الجلال والإكرام ورزقه النظر إلى وجهه، وما روي عن انس مرفوعا أيضا