للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حروف ألف با فأنا لله وإنا إليه راجعون. ولنرجع إلى المقصود بعون الخالق القادر المعبود.

[فصل الألف المتحركة]

وتسمى الهمزة وهو حرف حلقي مجهور شديد مستفل منفتح مصمت مهتوف متوسط بين القوة والضعف مرقق ثقيل ولذا غيرته العرب بأنواع من التغيير كالتسهيل والإبدال والحذف ولما لم تثبت في اللفظ على لفظ واحد لم تثبت في الخط على صورة واحدة كساير الحروف بل يستعار لها مرة صورة الألف ومرة صورة الياء ومرة صورة الواو ولأنها تبدل منها كثيرا في نحو فَأتُوا، ويُؤْمِنوُنَ، وبئر وقد كان العالمون بصناعة التجويد ينطقون بها سلسة سهلة برفق بلا تعسف ولا تكلف ولا نبرة شديدة ولا يتمكن أحد من ذلك إلا بالرياضة وتلقي ذلك من أفواه أهل العلم بالقراءة ويقع الخطأ فيها لبعض القراء من اوجه منها تفخيمها فلابد من التحفظ منه ولا سيما عند حروف الاستعلاء وسواء كانت قطعية أم موصولة عند الابتداء بها نحو أقَاموُا والظَّالمينَ وأظْلَمُ وأخَّرْتنِي والصَّدَفَيْنِ وأصْدَقُ وأضَلُّ والضَّالِّينَ وأغْوَيْناَ وأغَيْرَ والطَّلاَقُ والطَّامَّةُ وأطَعْنَا وأخْطَأنَا وكذلك ما شابه حروف الاستعلاء وهو الرا نحو أرَضِيتُمْ وأرَاكُم والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ والرَّوحُ وكذلك اللام المفخم في اسم الجلالة نحو اللهُ لاَ إلَه إلا هُوَ وكذلك إذا أتى بعدها ألف نحو ءامنَوُا وءَايَاتٍ وءَامِينَ وبعض العجم يبالغ في تفخيمها حتى تخرج الفتحة إلى شبه الضمة وهو لحن فاحش لأن الهمزة مرققة مطلقا سواء جاورها مفخم أو مرقق، ومنها شبه تشديدها وبعضهم يبالغ في ذلك حتى تصير مشددة حقيقة ويقصد فاعل ذلك تحقيقها فيقع في الخطأ وهولا يشعر واكثر ما يقع ذلك بعد المد نحو أولئِك وهَؤُلاءَِ وَيَأيُّهَا، ومنها تسهيلها في موضع التحقيق وأكثر ما يقع في المضمومة بعد الألف نحو يشَاءُ وَجَزَاءُ لا سيما إن أتى قبل الألف حرف شفوي لما بين المخرجين من البعد نحو أنْباءُ والضعفَاءُ والماءُ فان

<<  <   >  >>