وهو باب مهم واكثر أحكامه قواعد تجويدية تبرع القراء بذكرها في كتبهم لما اضطرهم الحال إلى ذكرها اختلف فيه القراء، والقصر هو الأصل ولذلك لا يحتاج إلى سبب والمدّ فرع ولذلك لا يكون إلا لسبب والمراد بالمد الزيادة على ما في حروف المد الطبيعي التي لا تقوم ذاتها إلا به والمراد بالقصر ترك تلك الزيادة، وقد تقدم إن حروف المد ثلاثة وهي الحروف الجوفية الألف ولا تكون إلا ساكنة ولا تكون قبلها إلا فتحة والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها، ولا بد للمد من شرط وسبب ولا تجوز الزيادة في حرف من حروف المد من غير سبب فشرط المد وجود حرف من هذه الحروف الثلاثة والسبب أما لفظي وأما معنوي، واللفظي أما همز وأما سكون والهمز أما إن يكون متقدما على حرف المد نحو أمنَ وأوتُوا وإيمَان وقد انفرد ورش باعتباره دون ساير القراء أو متأخرا وهو على قسمين أحدهما إن يكونا معا في كلمة واحدة نحو أولئك وآباؤهم وأولياء وجاء وشاء ونحو سوء والسُّوء ونحو يُضيء وسيئت ويسمى واجبا إذ لم يقل بتركه أحد من القراء ومتصلا لاتصال شرط المد وسببه رسما بكونهما في كلمة واحدة.
الثاني إن يكون حرف المد أخر كلمة والهمز أول كلمة أخرى نحو بِمَا أنْزلَ وقَالوُا أمنَّاَ وفي أنْفُسِكُمْ وسواء كان حرف المد ثابتا رسما كما مثل أم ساقطا منه نحو يأيُّهَا أمْرهُ إلىَ الله بِهِ إلا وعَلَيْكُمُ أنْفُسَكُمْ عند من ضم الميم، وخَشِيَ ربَّهُ إذا زُلْزلتِ عند من ترك البسملة بين السورتين ووصل ويسمى الجائز لاختلاف القراء فيه والمنفصل لوقوع حرف المد في كلمة والهمز في كلمة أخرى.
وأما السكون فهو قسمان لازم وهو الذي لا يتحرك لا وصلا ولا وقفا وغير لازم ويسمى عارضا وهو الذي يسكن تارة ويتحرك أخرى وكل منهما مدغم