واما الإدغام الكامل وهو الإدغام بلا غنة مع التشديد التام ففي اللام والراء نحو فإن لَّمْ تَفْعَلوا، هدىً لِّلمتقين، من رَّزَقْنَاهُ، ثَمَرةٍ رِّزْقاً هذا الذي عليه الجمهور من أهل الأداء ولم يذكر كل المغاربة وكثير من المشارقة في تواليفهم سواه وهو الذي عليه العمل في ساير الأمصار حتى أنهم يعدون غيره لحنا وتنفر منه طباعهم وبه قرأت على جميع من قرأت عليه من طريق التيسير والشاطبية وذهب كثير من أهل الأداء إلى الإدغام مع إبقاء الغنة وبالوجهين قرأت مع تقديم الأول على جميع من قرأت عليه من طريق طيّبة النشر لكل القراء.
وأما الإدغام الناقص وهو الإدغام مع الغنة والتشديد الناقص ففي أربعة أحرف الياء والواو والميم والنون ويجمع ذلك قولك يؤْمنُِ نحو مَنْ يَّشتري ويومئذ يَّفرح، منْ وَّلِيّ ولا، رَعْدٌ وبرق، مِنْ مَّاء، مَثَلاً ما بعوضة، عنّ نَّفسِ مَلِكاً يُقَاتِلْ فلا خلاف بين القراء في إدغامها على الوجه المذكور إلا ما رواه خلف عن حمزة من الإدغام في الواو والياء ادغاما كاملا بلا غنة واختلف عن الدُّوري عن الكسائي في الياء فروى الجمهور الإدغام بغنة كالجماعة وروى عنه أبو عثمان الضرير الإدغام بغير غنة وبالاول فقط قرأت له من طريق التيسير والشاطبية وبالوجهين مع تقديم الاول من طريق النشر واجمعوا على إظهار النون الساكنة عند الواو والياء إذا اجتمعتا في كلمة واحدة نحو صِنْوانٍ وقِنْوانٍ ونحو الدُّنْيَا وبنيْانٍ لئلا يشتبه بالمضعف نحو صَوَّان وبيَّإن.
وأما القلب فعند حرف واحد وهو الباء نحو انْبعَثَ، أن بورِكَ، صُمٌ بُكْمٌ فيقلبان ميما خالصة مع الغنة فهو في الحقيقة إخفاء الميم المقَلوبة لأجل الباء قال في النثر فلا فرق حينئذ في اللفظ بين أن بُورِكَ وبَين يَّعْتَصم بِالله.
وأما الإخفاء وهو كما قال الداني حال بين الإظهار والإدغام وهو عار عن التشديد فيكون عند باقي الحروف وهي في خمسة عشر حرفا وهي التاء والثاء