إنما جيء بها للتوصل بالنطق بالساكن وَقد استغني عنها بهمزة الاستفهام وَمثال ذلك أفْتَرَى على اللهِ كَذِباً، قُلْ أتَّخَذتُمْ عَنْدَ اللهِ عَهْداً، أطَّلَعَ الغيب وَسيأتي إن شاء الله بيان ما اختلف فيه، ومنها أمر الفعل الثلاثي المجرد من الزوايد الساكن ثاني مضارعِه فان تحرك ثاني مضارعه لفظا ولو سكن تقديرا فلا يحتاج إلى همزة الوصل لتحرك أوله، بيان ذلك أن أمر الفعل الثلاثي هو فعل مضارع مجزوم سقط منه حرف المضارعة فنظر مثلا مضارعِه المجزوَم لم ينظر فإذا أزلت الجازم وحرف المضارعِة وجدت كلمة أوَلها ساكن وَلا يمكن الابتداء بالساكن فاجتلبت همزة الوصل ليتوصل بها إلى النطق بالساكن وَكان حقها السكون لان الحروف مبنية وحق البناء السكون إلا انهم اضطروا إلى تحريكها لأجل الابِتداء بها وسيأتي حكم حركتها إن شاء الله تعالى. هذا إذا كان الفعل صحيح الفاء والعين نحو سمع وجلس وبعد فان كان معتل الفاء نحو وَعَدَ ووَهَبَ أو معتل العين نحو قاَلَ وباَعَ فلا يحتاج أمره لهمزة الوَصل لان مضارعه يَعِدُ ويَهَبُ ويَقُومُ ويَقولُ ويبيعُ فما بعد حرف المضارعة متحرك لفظا فإذا سقط حرف المضارعة وصار أمرا فتقول عِدْ وَهَبْ وقُلْ وَقمْ وبِعْ فلا يحتاج إلى همزة الوصل وإنما قلنا متحرك لفظا لان أصل يَعِدُ ويَهَبُ يَوْعِدُ ويَوْهَبُ فثقلت الواو وحذفت واصل يقُوم وَيقول يقْوُم ويقوُل بسكوَن القاف وضم الواو فقلت الضمة على الواو فنقلت إلى القاف وسكنت الواوَ فتحذف في المضارع المجزوَم فرارا من الجمع بين الساكنين فتقول لم يقم ولم يقل فإذا جعلته أمرا وحذفت حرف المضارعة قلت قُمْ وقلْ وَاصل يبيع يبْيع بسكون الياء وكسر الياء فنقلت الكسرة إلى الياء وحذفت الياء كما تقدم في الواوي وهكذا كل ما ماثلهما، فإن قلت أكل وأخذ وأمر مضارع مما يأكل ويأخذ ويأمر والامر كما تقدم مضارع مجزوم حذف منه حرف المضارعة فقياس الامر منها اُ أكل واُ أخذواُ أْمر بهمزتين الاولى مضمومة والثانية ساكنة بوزن انصر والموجود في كتاب الله تعالى وفي كلام العرب كُل وخُذْ ومُرْ بوزن قل، قلت حذفت الهمزة من أوائل أمر هذه الكلمات لكثرة دورها وثقل الهمزة وبقي ما