للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والدين لله: إنما هو طاعته والتعبد له، ودانه دِينًا: أي أذله واستعبده يقال: دنته فدان وقوم دِين: أي دائنون مطيعون منقادون قال الشاعر:

ويوم الحزن إذ حشَدتْ مَعدٌّ ... وكان الناس إلا نحن دِينا

يعني بذلك مطيعين على وجه الذل١.

والمدينة: مفعلة: سميت بذلك لأنها تقام فيها طاعة ذوي الأمر, والمدينة الأمة، والعبد: مدين, سميا بذلك لأنهما أذلهما العمل.

وقد فسر الخطابي كلمة الدين بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية" ٢. بالطاعة والخضوع: أي أنهم يخرجون من طاعة الإمام المفترض الطاعة وينسلخون منها ولا يخضعون له٣.

ومن النظر في المعنيين السابقين نرى أن كلمة الدين استعملت في الضدين العزة والقهر والاستعلاء, وضدها الذل والطاعة والخضوع. قال القرطبي: "قال ثعلب: دان الرجل: إذا أطاع، ودان: إذا عصى، ودان، إذا عز، ودان: إذا قهر, فهو من الأضداد"٤ أ. هـ.

٣- وتطلق كلمة الدين لغة كذلك على الجزاء والمكأفأة والحساب، ومنه دنته بفعله دَِينا "بفتح الدال وكسرها": أي جزيتة، يوم الدين يوم الجزاء، وفي المثل: كما تدين تدان: أي كما تجازي تجازى، ودانه دِينا: أي جازاه وحاسبه، ومن ذلك قول الشاعر:


١ انظر لسان العرب ١٣/١٧٠ ومعجم مقاييس اللغة ٢/٣١٩ والطبري ٣/٢١١.
٢ رواه البخاري في فضائل القرآن ٢٦ والأنبياء ٦ والمناقب ٢٥ والمغازي ٦١ عن علي بن أبي طالب ورواه مسلم في الزكاة.
٣ انظر لسان العرب ١٣/١٧٠ وتاج العروس ٩/٢٠٨.
٤ تفسير القرطبي ١/١٤٤.

<<  <   >  >>