لقد أخطأ علماء الأديان المقارنة في المنهاج الذي سلكوه فترتب على ذلك خطؤهم في النتائج التي توصلوا إليها, وتتركز أسباب خطئهم في النقاط الأتية:
١- عدم إيمانهم ببعثة الرسل وإنزال الكتب عليهم؛ لأن ذلك يستلزم إيمانهم بالوحي، ولو تم ذلك لكان فيه هدم لمذهبهم من أساسه، ولذلك فهم يصفون الأنبياء بأنهم عباقرة ملهمين استطاعوا أن يبرزوا على غيرهم.
٢- عدم تمييزهم بين العقائد الإسلامية الموحي بها إلى الرسل، والعقائد الوثنية والأساطير الهمجية، بدليل أنهم يعتبرون عقائد الإسلام على قدم المساواة مع غيرهم في مقارنتهم فلا يميزون بين دين الله ودين البشر.
٣- يعتبرون المفهوم الإسلامي للدين والعقائد الإسلامية الصحيحة نوعًا من التعصب وانعدام الروح العلمية في البحث.
ونحن وإن كنا لا نلوم الباحثين غير المسلمين في هذا لأنهم يعبرون بذلك عن
١ انظر الدين لدارز ص٨١- ص٨٣ وأخطاء المنهج الغربي الوافد لأنوار الجندي ص٧٣- ص٧٥.