للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- شبهة المنكرين لهذا التقسيم والرد عليها

أنكر بعض العلماء هذه التقسيم بحجة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ذلك ولم يرد عنه مثل هذا التقسيم، ويُرد عليهم بنقطتين:

أولًا: أن هذا التقسيم وإن كان لم ينطق به الرسول صلى الله عليه وسلم لفظًا إلا أن معناه قد ورد على لسانه عليه الصلاة والسلام، فهو يقول: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله, ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة, فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" ١، ومعروف أن العرب ما نازعوه في توحيد الرب, لإقرارهم بذلك كما سيأتي معنا، إنما نازعوه في توحيد الإله المعبود فقالوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً} ٢ وعلى هذا لا يضرنا كون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد على لسانه لفظ توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية, فإن المعنى كان واردًا


١ الحديث رواه البخاري عن ابن عمر. في كتاب الإيمان باب ١٧ حديث رقم ٢٥ وفي مسلم جـ١ ص٢١٢.
٢ سورة ص آية ٥.

<<  <   >  >>