يتبين لنا مما تقدم من أبواب هذا البحث وفصوله ما يلي:-
أولًا: أن العقيدة هي ما يدين الإنسان به، وأن مصدر هذه العقيدة عند السلف هو الكتاب والسنة فهي توقيفية، وأن هذه العقيدة واضحة سهلة فطرية ثابتة لا تتغير مع الزمان، وهي وسط بين التفريط والإفراط في كل شيء.
ثانيًا: أن سلطان العقيدة على النفوس أقوى من سلطان القانون، وبهذه العقيدة يتغير مجرى الحياة كاملًا نحو الأفضل في كل شيء.
وأن هذه العقيدة تهب صاحبها العزة وقبول حكم الله في كل شيء، ويكون صاحب العقيدة نشيطًا منتجًا وعنده إيثار وتضحية وشجاعة وسعة النظر ووضوح الهدف، والعقيدة تجعل الضمير يقظًا حيًّا وصاحبها مطمئن البال مستريح الفكر غير قلق على المستقبل وعنده قيم وموازين ثابتة، فهو يعادي في الله ويحب في الله ويتوازن فيه الروح والعقل والجسم فلا يطغى بجانب على جانب، وأن المجتمع الذي ينتمي لهذه العقيدة مجتمع يعتز بأصله الأصيل العريق في التاريخ حيث ينتمي لأمة الرسل جميعًا وهو مجتمع يتلقى الأوامر للتنفيذ العملي ويرى على عاتقه واجب إنقاذ البشرية من ضلالها.
ومجتمع العقيدة مجتمع يستوي أفراده، وفيه عدل وإخاء، وهو مجتمع قوي ومتماسك وتقوم الروابط بين أفراده على أساس العقيدة.