للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- نعمة الركوب والحمل:

قال تعالى: {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ, وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا} ١، وقال تعالى: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ, وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} ٢.

إن نعمة ركوب الأنعام والحمل عليها تلفت النظر وتوجب الشكر؛ لأنها توفر كثيرًا من الجهد والتعب، فيستطيع الإنسان السير في المصالح البعيدة كالحج والغزو والتجارة بلا مشقة؛ لأن هذه الأنعام تحمله وتحمل متاعه وطعامه وشرابه وبدون هذه الأنعام فإن الإنسان عاجز عن حمل الأثقال لمسافة قصيرة، وتظهر نعمة الحمل والركوب بشكل خاص في الخيل والبغال والحمير، ولذلك أفردت معًا في آية خاصة بها فقال تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا} ، فامتن الله على عباده بهذا النوع بالذات لتخصصه بهذه النعمة.


١ سورة النحل آية ٧-٨.
٢ سورة الزخرف آية ١٣-١٤ وانظر سورة المؤمنون آية ٢٢ وسورة يس آية ٧٢.

<<  <   >  >>