للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- قصة صالح عليه السلام مع قومه١

أرسل الله صالحًا عليه السلام إلى قومه ثمود وكانوا يسكنون الحجر بين الحجاز والشام, وكانوا مشركين يعبدون الأصنام فأخذ يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ونبذ ما يعبدون من دونه، قال تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} ٢.

وقد ذكّر صالح قومه بأنعم الله عليهم حيث استخلفهم في الأرض من بعد قوم عاد وبما أنعم الله عليهم من البساتين والعيون والفواكه الطيبة والبيوت التي نحتوها في الصخر وغيرها من النعم التي توجب عليهم شكر المنعم وتوحيده وترك عبادة الأصنام التي ليس لها نعم عليهم: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} ٣.

هذه الدعوة إلى توحيد الله تعالى مذكرًا إياهم بمصير الغابرين قبلهم وبنعم الله عليهم لا تزيدهم إلا سخرية بصالح ودعوته ونفورًا من التوحيد: {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} ٤.


١ انظر السور التالية: الأعراف ٧٣-٧٩، هود ٦١-٦٨، الحجر ٨٠-٨٤، المؤمنون ٣١-٤١، الفرقان ٣٨، الشعراء ١٤١-١٥٩، النمل ٤٥-٥٣، العنكبوت٣٨، فصلت ١٤-١٨، الذاريات ٤٣-٤٥، النجم ٥١، القمر ٢٣-٣١، الحاقة ٤-٨، الشمس ١١-١٥، وانظر القصة مفصلة بتفسير الطبري ٨/٢٢٤.
٢ سورة الأعراف آية ٧٣.
٣ سورة الأعراف آية ٧٤.
٤ سورة هود آية ٦٣.

<<  <   >  >>