للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- أسلوب الاستفهام الإنكاري

هذا الأسلوب يرد في القرآن متروكًا بغير جواب؟ لأنه متروك للسامع يستنتج الجواب بنفسه حتى يكون أوقع في قلبه وحتى لا يشعر بأنه ليس له حرية في الجواب لأنه متروك له وحده ولفطرته.

وهذا الأسلوب يكشف عناد المعاند عندما يلجئه إلى كشف خبيثة نفسه وأنه متيقن بالجواب الصحيح.

انظر لقوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى أَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ، أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} إلى نهاية الآيات ١.

فانظر إلى سَوق الأدلة العديدة بصيغة الاستفهام الإنكاري القائم على إثارة الأسئلة المنبهة للعقل والقلب معًا, لقوله تعالى بعد كل دليل: "أإله مع الله"، ولا نجد في الآيات جوابًا صريحًا وإنما نجد لفت النظر إلى أنهم قوم يعدلون ولا يعلمون ولا يتذكرون وهم مشركون وغير صادقين في دعواهم لله شريكًا، وهم مقرون بأن فاعل ذلك كله هو الله.

هذا الأسلوب في زحزحة المشركين عن عقائدهم الفاسدة وعنادهم واستكبارهم وتشكيكهم بما هم مقيمون عليه لا يوجد في غير طريقة القرآن.


١ سورة النمل آية ٥٩-٦٤.

<<  <   >  >>