للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ- نعمة الشمس والقمر:

قال تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} ١، وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} ٢، وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً, ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً} ٣.

في هذه الآيات الكريمة يتحدث سبحانه وتعالى عن نعمة الشمس والقمر وما فيها من مصالح لعباده، مبينًا أنه تعالى وحده هو الذي جعل شعاع الشمس الصادر عنها ضياء، وجعل شعاع القمر نورًا ففاوت بينهما حيث جعل سلطان الشمس بالنهار وسلطان القمر بالليل، فبالشمس تعرف الأيام والشهور والأعوام، ولولا ذلك لفسدت الحياة على الأرض ولما عاشت الكائنات جميعها، فإن أحدًا لا ينكر ما للشمس من أهمية كبيرة في حياة النبات والحيوان فضلًا عن الإنسان، ويتعلق بنعمة الشمس نعمة الظل, وقد نبه سبحانه وتعالى عباده لهذه النعمة لما فيها من الفوائد للكائنات جميعها مما يستوجب على الناس الشكر للمنعم؛ لأنه لو شاء سكون الظل وعدم تحوله لفعل ولما استطاع أحد تحويله.

كما نبه على ما تتم به فائدة الظل هو قبضه تدريجيًّا، ولولا ذلك لم ينتفع به أهله؛ لأن في مده وتحوله من مكان إلى مكان ثم قبضه شيئًا فشيئًا من المصالح والمنافع مما


١ سورة الأنعام آية ٩٦.
٢ سورة يونس آية ٥.
٣ سورة الفرقان آية ٤٥-٤٦.

<<  <   >  >>