إن كثيرًا من الناس في مختلف أقطار العالم الإسلامي في عصرنا هذا قد غفلوا عن حقيقة التوحيد الذي طالبهم به رب العالمين وبعث به رسله وأنزل به كتبه، فيعملون أعمالًا ويعتقدون عقائد تدخلهم في الشرك وهم يحسبون أنهم مسلمون، وما ذلك إلا أنهم غفلوا عن معاني الكلمات الأربع وهي كلمات: الإله والرب والدين والعبادة، ولم يفرقوا بين توحيد الألوهية والربوبية، فيؤمنون بالخالق ويحسبون أنهم بذلك وحدوا الله، وهم في الواقع يعبدون غيره.
وسأتناول في هذا الباب ثلاثة فصول:
الأول: أذكر فيه معنى الكلمات الأربع وهي: الإله والرب والدين والعبادة.
والثاني: أبين فيه أنواع التوحيد وفي أيها وقع النزاع بين الرسل وأممهم.