[الفصل الأول: تقرير القرآن للتوحيد بالأدلة الكونية]
[تمهيد]
إنني لن أتحدث في هذا الفصل عن الآيات القرآنية الكونية بمنطق النظريات العلمية؛ لأن القرآن الكريم كتاب هداية وإعجاز لا كتاب فيزياء وكيمياء وجيولوجيا وغيرها من العلوم العصرية، وكلامي على الآيات القرآنية الكونية من حيث بساطتها ووضوحها, وأن النظر فيها يؤدي لمعرفة الله ووحدانيته كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
"النظر لا ريب في صحته في الجملة، وأنه إذا كان في دليل أفضى إلى العلم بالمدلول, وإذا كان في آيات الله أفضى إلى الإيمان به الذي هو رأس العبادة"١.
وقد تحدثت في هذا الفصل عن أربع نقاط هي:
أ- اشتمال الآيات القرآنية الكونية على دليلي الخلق والعناية.
ب- آية السموات والأرض.
جـ- آية الشمس والقمر والليل والنهار.
د- آية الرياح والسحاب والمطر والنبات.
ولم أذكر في هذا الفصل جميع ما ورد في القرآن من الآيات الكونية؛ لأن استقراءها يجعل الموضوع طويلًا جدًّا, والغرض هو التنبيه على الاستدلال بهذا النوع من الآيات, فرأيت الاكتفاء بما يدل على المقصود، وفيما يلي الكلام على هذه النقاط مرتبًا.