للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَاد} ١ وقال: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَاد} ٢ وقال تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْها} ٣ وقال: {بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُون} ٤، فالخلق كلهم عبيد ربوبيته مع كون كثير منهم مشركين لقوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُون} ٥.

والعبودية الخاصة: هي الفرق ما بين أولياء الله وأولياء الشيطان، فلما كان الخلق جميعًا عبيدًا للربوبية، انفرد المؤمنون بالعبودية الخاصة، فهم عبيد ألوهيته تعالى؛ لأنهم خضعوا طوعًا واختيارًا وحبًّا، وتسمى هذه العبودية عبودية الطاعة والمحبة أو العبودية الإرادية أو عبودية الألوهية، لأن المؤمنين أفردوا الله بالألوهية, وقد وردت هذه العبودية الخاصة بالقرآن حيث نسب أصحابها إليه تعالى فقال: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً} ٦، وقال: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّه} ٧، وقال: {فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} ٨، وقال: {يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُون} ٩، وهم الذين خرجوا من سلطان إبليس وإنما سلطانه على من تولاه, فقال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَان} ١٠.


١ سورة غافر آية ٤٨.
٢ سورة غافر آية ٣١.
٣ سورة الرعد آية ١٥.
٤ سورة البقرة آية ١١٦.
٥ سورة يوسف آية ١٠٦.
٦ سورة الفرقان آية ٦٣.
٧ سورة الإنسان آية ٦.
٨ سورة الزمر آية ١٨.
٩ سورة الزخرف آية ٦٨.
١٠ سورة الحجر آية ٤٢.

<<  <   >  >>